أولاد الغيتو 2 (نجمة البحر)

أولاد الغيتو (نجمة البحر) - الياس خوري
عدد الصفحات - 476
"حاول آدم أن يشرح لمحدّثه عن معنى الطّلل، وكيف أنّ الحياة هي تراكم أطلال البشر في الأمكنة، وقال بيتين من الشعر كي يشرح فكرته؛ مطلع معلّقة امرؤ القيس: "قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ/ بسِقط الِلّوى بين الدّخول فحوملِ"، ومطلع معلّقة طرفة بن العبد: "لخولة أطلالٌ بِبُرقة ثهمدِ/ تلوحُ كباقي الوشمِ في ظاهرِ اليدِ"، وبدأ يشرح معاني الطّلل. فأوقفه أبو غسّان وقال: "هذا الشعر بحكي عنّا. هون الطّلل مش المكان بس، الطّلل هو الإنسان. أنا طَلل وإنت طَلل، وكلّ هدول النّاس يلّي شايفهم بيوقفوا قدّام الدّكان وهم عم ياكلوا فلافل، كلهم أطلال. حتى الفلافل أطلال، وجاي تطلب مني أنسى؟ إذا كان الشّاعر تبعك يلّي كان ملِك مش قادر يوقّف بكا على مكان تركته حبيبته، بدّك ياني ما ابكي على مكان طردوني منه وهو قدّامي وبغدرش أرجع؟ بالبيت حدّ التينة يلّي زرعها جدّي، هناك بدي أسكن، والله فش حدا"